وكالة أنباء الحوزة_ يسجل الشهيد السيد محمد باقر الصدر في مقدمة الحلقة الثانية من حلقات «الإسلام يقود الحياة» رأیه في التصويت على الجمهوريّة الإسلاميّة ويقول:
«فإنّي أشعر باعتزازٍ كبيرٍ يغمر نفسي وأنا أتحدّث إلى هذا الشعب العظيم، إلى هذا الشعب الإيراني المسلم الذي كتب بجهاده ودمه وبطولته الفريدة تأريخ الإسلام من جديد، وقدَّم إلى العالم تجسيداً حيّاً ناطقاً لأيام الإسلام الاولى بكلّ ما زخرت به من ملاحم الشجاعة والإيمان.
ويزداد شعوري عمقاً وأنا أجد هذا الشعب أمام لحظةٍ عظيمةٍ لا تشكِّل منعطفاً في تأريخه فحسب، بل تشكِّل منعطفاً في حياة الامّة الإسلامية كلّها، وهي اللحظة التي يقف فيها هذا الشعب المجاهد ليعلنَ رأيه في الجمهورية الإسلامية التي طرحها قائده الإمام الخميني، وليؤكِّدَ من جديدٍ- بتصويته إلى جانب الجمهورية الإسلامية- إيمانه بالإسلام بعد أن أكّد ذلك سابقاً بما قدَّم من تضحياتٍ وما مارسه من ألوان العطاء والجهاد، وليَبتدئ مع كلمة «نعم» التي سوف يقولها الشعب الإيراني المجاهد للجمهورية الإسلامية مرحلةً جديدةً في حياة المسلمين تخرجهم من ظلمات الجاهلية إلى نور التوحيد، ومن ألوان استغلال الإنسان للإنسان إلى العبودية المخلصة للَّهتعالى التي تشكّل الأساس الحقيقي للحرّية والعدل والمساواة… وليست الشريعة الإسلامية خياراً من خيارين، بل لا خيار سواها؛ لأنّها حكم اللَّه تعالى وقضاؤه في الأرض وشريعته التي لا بديل عنها: «وَمَا كَانَ لمُؤمنٍ ولَا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْراً أنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرة منْ أمْرِهِمْ» ولكنّ الإمام أراد أن يؤكّد الشعب الإيراني المسلم من جديدٍ اختياره وإرادته وجدارته بتحمّل هذه الأمانة العظيمة بوعيٍ وتصميم».
الإسلام يقود الحياة (موسوعة الشهيد الصدر ج۵)، ص۳۰.